المهدية : سرقة الزيتون تثير مخاوف المواطنين.. فماهو الحل؟
إنطلق يوم 25 أكتوبر 2024 موسم جني الزيتون في جهة المهدية التي تعدّ 6.1 مليون أصل زيتون بصابة جملية تم تقديرها بـ185 ألف طن بزيادة تقدّر بـ40 % عن صابة الموسم الفارط وهو ما جعل الفلاح في المقام الأول والمواطن ثانيا يعبر عن سعادته وابتهاجه لهذه الصابة ناهيك عن الغيث النافع الذي منه الله علينا مؤخرا وما يمثله من خير يعمّ الشجر والبشر.
وككلّ موسم لا بدّ من تعكّر صفو المواطنين ومالكي الزياتين بسبب السرقات التي تطال المنتوج ليلا نهارا رغم التحذير بضرورة الالتزام بموعد انطلاق الجني لتجنّب السرقة التي غالبا ما تخلّف خسائر كبيرة لأشجار الزيتون ولأصحابها أيضا إلاّ أن العصابات الناشطة في السرقة تكون في معظم الأحيان أسرع من الجميع بسبب معرفتها الدقيقة بكلّ الجزئيات والحيثيات المتعلقة بغابات الزيتون وهو ما يحدث غالبا ليخسر الفلاح والمواطن شقاء تعب موسم كامل وهو في انتظار قطرة زيت هي أمله ومورد رزقه الوحيد.
صحيح أنّ سرقة ثمار الزيتون لم تتوقّف لأنّ " إلّي يسرق يغلب إلّي يحاحي " لكن ما دعا إليه والي المهدية مؤخّرا خلال جلسة خصّصت له الموضوع قد يقلّص من هذه الإعتداءات خاصة أنه تم التنسيق بين المعتمدين وجمعيات مالكي الزياتين والحرس الوطني بزيادة عدد الحراّس على الغابات لتأمين الصابة.. لكن هذا يبقى غير كاف خاصّة أنّ المتضرّرين غالبا لا يبلّغون عن الاعتداءات التي تطالهم إمّا بسبب عدم معرفتهم بالمعتدين أو بسبب خوفهم ممّن يعرفونهم وهم من أصحاب السوابق على غرار ما يحصل في غابة قصور الساف مثلا.. ليبقى الحل الوحيد أمام معظم المالكين هوّ حراسة غروسهم وأراضيهم ثدر المستطاع والإبلاغ عن كلّ ما يثير الريبة والشكوك لجمعية مالكي الزياتين أو الحرس الوطني دون وجل أو خوف من أشخاص لا يعترفون لا بالعرف ولا بالقانون.