المهدية : فقدان المواد الأساسية ينذر بكارثة مع حلول موسم الاصطياف
يخيّل إليك وأنت ترى طوابير البشر أمام المخابز و المحلات والفضاءات التجارية أنّنا نعيش على وقع مجاعة أو حرب آتية لا ريب فيها ستأتي على الأخضر واليابس في مشهد مؤسف يتكرّر يوميا بسبب فقدان المواد الأساسية.
" من يكون الأقوى " هكذا أصبح الحال بين الناس، تلاسن وعفس ورسف للحصول على كغ فرينة أو سميد أو سكر أو أرز وزيت لمن استطاع إليه سبيلا، فجلّ مناطق المهدية تعيش ضغطا بسبب المواد الأساسية المفقودة من المحلات بالرغم من التأكيدات على توفرها لدى تجار الجملة لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما.
أمّا الخبز وما أدراك ما الخبز فحدث ولا حرج فحتّى مع الساعات الأولى للصباح لا تجد أثرا لأي نوع من الخبز عدا ذلك الذي يسمونه بمسميات غريبة في الحقيقة عن التونسي ومصنف كنوع جيّد أو صحّي و الحلويات المتنوعة التي تمّ إيجاد الفرينة المدعمة لصناعتها وتصنيفها على كل شكل أما حين يتعلق الأمر بخبز " الباقات " فالمطلب يصبح مستحيلا تماما مثل الخبز العادي الذي طالته الحمير عوض الشعير حسب شهادات الأهالي في بعض المناطق.
ما تعيشه المهدية والمناطق المجاورة لها على غرار رجيش و سلقطة و الشابة و قصور الساف .. من غياب المواد الأساسية لا يمكن قبوله البتّة ، فكيف إذا تعلّق الأمر بموسم الاصطياف وما تشهده هذه المناطق الساحلية من توافد آلاف الزوار من كل حدب وصوب لقضاء العطلة ؟
إنّ السلط الجهوية والمحلية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالتحرّك السريع والعاجل من أجل توفير وتأمين حاجيات الناس و مراقبة مسالك التوزيع العشوائية واحتكار التجار والمضاربة حتى لا يدفع المواطن البسيط ثمن تغوّل وغطرسة البعض واستقوائهم على البشر.
4:46:00 م