الجامع الكبير بالمهدية .. رمز ديني شامخ على ساحل البحر
يقع جامع الفاطميين أو الجامع الكبير على الساحل الجنوبي لمدينة المهدية في منطقة محورية من رقعة شبه الجزيرة تشكل الحدّ الفاصل بين المجال التجاري، والفضاء السكني، وقد تم بناء هذا المعلم على مساحة قام بردمها عبيد الله المهدي على حساب البحر قبل تشييد عاصمة الخلافة الشيعية الأولى بإفريقية.
وشهد جامع الفاطميين منذ انشائه عمليات توسعة، وإضافة متواصلة الى حدود أواخر القرن الثامن عشر (1211 ه/ 1794 م)، حيث تم تجديد بيت الصلاة بطريقة جعلها تفقد هيئتها الأصلية، كما وقع تخصيص هذا الجامع خلال الفترة العثمانية للمذهب المالكي.
ويرسم المعلم هيئة مستطيل يمتد من القبلة، والجوف يمكن تقسيمه الى وحدتين رئيسيتين :
- بيت الصلاة : تحتل القسم القبلي، وتمتد على مساحة مستطيلة بين الشرق، والغرب تحدّها أروقة جانبية، ويتقدّمها رواق البهو.
- صحن مركزي : يتقدّم بيت الصلاة في شكل مستطيل يمتد بين الشرق، والغرب على مساحة 1950 متر مربع تساير ضلعه الشرقي الغربي، والجوفي أروقة طولية.
- الواجهة الجوفية الخارجية : واجهة معلميّة تمتد بين الشرق، والغرب، وترتفع بأطرافها خزانات مياه بيت الصلاة.
ولعلّ من بين أهم مميزات الجامع الكبير التي تجلب الانتباه أنه بالرغم من ضخامته، وكبر مساحته، إلا أنه لا توجد به مئذنة على غرار أوائل الجوامع، والمساجد التي تم تشييدها في الحقبة الفاطمية. (نقلا عن جريدة الشروق التونسية)
4:38:00 م