سيدة جعفر : بين التعبير بالكلمات والفرشاة
بقلم سامية الجليبي
منذ أول قصيدة كتبتها و هي في الثالثة عشر من عمرها، صارت الكتابة وسيلة سيدة جعفر للتواصل مع محيطها فما لا تستطيع قوله شفويا تقوله كتابة .
سيدة، الطفلة الخجولة التي تجد صعوبة في التحدث مباشرة مع الآخرين، تجد في الكتابة مجالا للتعبير عن مشاعرها و أفكارها .
تحصلت على الباكالوريا سنة 2014 و اختارت التخصص في دراسة اللغة الإنقليزية و لكن علاقتها باللغة العربية بقيت متينة فهي لغة قلبها و ثورتها الداخلية، لذلك أنشأت سنة 2014 صفحتها "سيدة" لتكون منبرها الخاص على الفايسبوك و قد لاقت القصائد و الحكايات القصيرة التي تنشرها نجاحا كبيرا فتمت دعوتها لتكتب أيضا على صفحة "تونسية حرَة"
« Tounsya horra »
و بعد ذلك صارت لها مدونة خاصة في هذه الصفحة بعنوان "فتاة اسمها ذات" تنشر عبرها سيدة نصوصها و خواطرها عن قضايا المرأة و الشباب في تونس بأسلوب شعري سلس .
و لأن الكتابة، كما تقول سيدة مرهقة فقد أغرمت بالرسم و أصبحت تهرب إلى فرشاتها و ألوانها لتستريح برسم صور للوجوه و المناظر الطبيعية التي تحبها .
تعشق البحر و الطبيعة و زوايا المدينة العتيقة بالمهدية التي تسكنها و تستمد قوتها من هذه الأماكن التي تحبها فتتفتح قريحتها شعرا و نثرا و أحيانا رسما فسيدة تبحث كما تقول هي"عن وسائل تعبير سلمية للتواصل مع محيطها و مجتمعها" . و لديها الآن مشاريع عديدة لروايات إثنتان منها على وشك الانتهاء : "كرهت جنَتي" و "لا تخبريه" .
و كتاب "كرهت جنَتي" هو رواية عن شابة ثائرة انتهت بها رحلة معاناتها مع تراكمات طفولتها و مراهقتها إلى القطيعة مع عائلتها و مجتمعها . أمَا "لا تخبريه" فهو قصة حب من طرف واحد يصوَر التقلبات العاطفية التي تعيشها البطلة الخجولة التي تحب شخصا لا يعلم بمعاناتها .
سيدة جعفر اليوم أستاذة إنقليزية بمعهد بورقيبة للغات الحية بالمهدية و تحاول أن تستثمر كل أوقات فراغها في الكتابة و الرسم لانهاء كتابيها خاصة وهي التي صمَمت غلافي الروايتين لأنها تطمح لأن تنشر أحدهما مع موفى سنة 2018 .
و تقول سيدة إنَ الكتابة حين تتحوَل إلى ضرورة مقيدة بزمن محدد تصبح أكثر إرهاقا بالنسبة لها و هذا ما يصعَب عليها مهمَة إنهاء كتابيها فهي تكتب "بالكيف" يعني أنَها حين تقرَر أن تكتب شيئا في وقت محدَد يصبح الأمر صعبا جدَا و لكنَها حدَدت هدفها و هي في طريقها لإنهاء الرواية الأولى "كرهت جنَتي" خلال الأسابيع القادمة و في نفس الوقت تواصل الكتابة و النشر على صفحتها الخاصة "سيدة" و مدونة "فتاة إسمها ذات" على صفحة "تونسية حرَة" لأنَ متابعيها على الصفحتين يسألونها دائما عن جديدها و ينتظرونه و قد وعدتهم بصدور كتابها الأوَل قريبا و يجب عليها ألَا تخلف وعدها لهم .
المصدر : ياوث مور
8:02:00 م