لغة القالب

مهرجان قصور الساف-سلقطة: بحث عن ذاكرة مفقودة..؟



يعتبر مهرجان قصور الساف-سلقطة، أحد أعرق المهرجانات في تونس، إذ يعود تأسيسه إلى سنة 1980 في فترة شهدت فيها مدينة قصور الساف ثورة ثقافية قادتها مجموعة من المثقّفين، هي من أبرز ما أنجبت المدينة.
مهرجان قصور الساف-سلقطة، ذاع صيته في الماضي، وكان في فترة زمنية معيّنة، أياّم وزير الثقافة الأسبق البشير بن سلامة، يضاهي في بهرجه مهرجان قرطاج الدولي، كيف لا؟ وهوّ الذي كان قبلة لكبار المطربين والمثقفين التونسيين والأجانب، وكان حقّا متنفّسا وحيدا  لأهالي المنطقة.
اليوم، ورغم الفضاء المتوفّر لهذا المهرجان، وهوّ فضاء مسرح هواء الطلق بسلقطة الذي تحلم كلّ مدينة أن يكون لها مثله، فإنّ المهرجان فقد بريقه وبهرجه الثقافي و التاريخي، ولم تعد المقارنة تجوز مثلا بين محتوى المهرجان في السابق، والذي يمتدّ أكثر من شهر، وبين محتوى المهرجان في هذه الدورة التي تدوم 15 يوما فقط ؟ والحقيقة أنّ أسباب تراجع صيت المهرجان، عديدة ولا يمكن حصرها، لكن يبقى أهمّها دون شكّ، غياب الدعم المادي من السلط الجهوية والمحليّة التي تتعامل مع مهرجان عريق "كحفلة عرابن". إذ لا يعقل أنّ لا تتجاوز منحة البلدية والولاية مجتمعة 3000 دينار؟؟ وهذا المبلغ لمن لا يعلم ، يتمّ دفعه مثلا مقابل تأمين سهرات المهرجان من قبل قوات الأمن. والأمر نفسه ينسحب على العروض المدعّمة من قبل وزارة الثقافة، والتي لم تتجاوز 3 عروض، وهيّ بالأساس عروض ضعيفة يتمّ فرضها على المهرجانات و لا تجلب المتفرّجين، ولا تستجيب لتطلّعات الجماهير، رغم المجهود التي تقوم به جمعية المهرجان لتأمين سهرات تليق بمكانة و عراقة مدينة تستقبل خلال هذه الفترة آلاف المصطافين ممّن أصبحوا يخيّرون صخب الشوارع والمقاهي المنتشرة على الشواطئ لقضاء سهرات ليلية والتمتّع بالبحر، على أن يحضروا عروض المهرجان. وهيّ عادة سلبية ساهم فيها المواطن بدوره بالقضاء على المشهد الثقافي وعلى ملامح مهرجان اقترن اسمه بمدينة لم يحسن استغلال موروثها الحضاري والتاريخي كما حصل مع مهرجان السمفونية بالجم.
فهل يعقل أن لا تتجاوز ميزانية مهرجان في قيمة مهرجان قصور الساف-سلقطة، ثاني أكبر مهرجان في المهدية، الميزانية المرصودة لاستقبال الضيوف في مهرجان آخر على مستوى الجهة؟؟
9:45:00 ص
عدد المواضيع