المهدية: أيّ دور لوكالة حماية الشريط الساحلي أمام ما تشهده الشواطئ من أوساخ؟
أصبحت ظاهرة انتشار الأعشاب الطفيلية على الشواطئ مصدر إزعاج للمواطنين وروّاد البحر هذه الأيام لما تمثّله من مظاهر تخلّ بجمالية شواطئ تعتبر من أجمل الشواطئ التونسية إن لم نقل أجملها على الإطلاق.
والحقيقة أنّ هذه الظاهرة تعتبر ظاهرة طبيعية صحيّة ودليل على نقاء البحر و صفائه وتوفّره على مراع طبيعية هيّ غذاء جيّد للأسماك رغم المظهر المزري الذي تخلّفه على الشواطئ. فهذه الظاهرة المعروفة لدى " المهادوية " والمناطق المجاورة لها بـ" الضريع " و " الكور " هيّ عمليّة تخضع أساسا لحالة الطقس والرياح، يعني أنّها وقتية و ظرفية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تجد اليوم هذه الأعشاب بكثرة على الشاطئ، وبعد يوم لا تجد شيئا. إذ إنّ الأمواج تسحبها بسرعة مثلما لفظتها قبل ذلك على الشاطئ. لكن هذا لا يعني أنّ العملية في حدّ ذاتها قد تطول ممّا يثير الروائح الكريهة بسبب تعرّض الأعشاب البحرية للشمس لمدّة طويلة، وهو ما يتطلّب تدخّل وكالة حماية الشريط الساحلي للقيام بعملية رفع هذه الأعشاب وهو دورها بالأساس في حماية الشواطئ ونظافتها، قبل أن تكون دور البلديات التي تعهد لها مسؤولية نظافة محيط الشواطئ و رفع الفضلات. ومثلما قمنا بالإشارة إلى ذلك منذ مدّة، فهذه الوكالة حاضرة بالغياب ولا تقوم بهذه المهمة على الوجه الأكمل، إذا غالبا ما تقوم بتنظيف بعض الشواطئ على حساب شواطئ أخرى، إضافة إلى أنّ تدخلاتها غير ناجعة بالمرّة، والسبب لا نعرف هل هوّ تقصير من المشرفين..؟ أم راجع بالأساس لتآكل أسطول النظافة وقدمه؟ أم أنّ طول الشريط الساحلي لجهة المهدية والمقدّر بـ70 كلم يحول دون القيام بهذه المهمّة على أحسن وجه؟ ومهما تكن الإجابة، فإنّ مسألة تجديد أسطول النظافة وتدخّل وزارة التجهيز والإسكان بالتنسيق مع البلديات، أصبحت مسألة أكثر من ضرورية لأنّ هذه الظاهرة تفشّت بصفة مفزعة وأفقدت الشواطئ جماليتها.
12:44:00 م