لغة القالب

المهدية : هل يتحمّل مندوب الثقافة الجديد مسؤوليته التاريخية ؟

المهدية : هل يتحمّل مندوب الثقافة الجديد مسؤوليته التاريخية ؟

تعتبر المهدية واحدة من أكثر الجهات التونسية الضارب تاريخها في العمق والزاخرة بمخزون حضاري وثقافي ومواقع أثرية نادرة جدّا ولا مثيل لها في تونس قاطبة.

كلّ هذا لم يشفع للمهدية بأن تحظى بالمكانة التي تستحقّها عبر استغلال هذا المخزون النادر و الكم الهائل من المواقع الأثرية...بل العكس هوّ الذي حصل؟ وفقدت جلّ المواقع الأثرية الهامّة بريقها على غرار قصر الجم الروماني، برغم استغلال فضائه في المهرجان الدولي للسمفونية بالجم...تماما مثل المواقع الأثرية بسلقطة وقصور الساف ورجيش وزالبة.. والتي مازالت إلى اليوم تنهب تحت جنح الظلام و تشوّه معاليمها أمام مرأى ومسمع الجميع...نفس الشيء تقريبا يحصل على مستوى الشأن الثقافي في الجهة والتي لا ينكر أحد فضل رجالات المنطقة ومنها الوزير السابق البشير بن سلامة في بذر ورسم ملامح ومعالم ثقافية تمّ طمس أغلبها لاعتبارات لا فائدة في الرجوع إليها..لكن المؤسف حقاّ أنّ لا أحد من المندوبين الجهويين المتعاقبين على مندوبية الثقافة بالمهدية، تجرّأ على النبش في  الذاكرة، و فتح الملفّات الحارقة، ووضع برنامج و تصورات جديدة، كفيلة بفك طلاسم هذا الركود المقيت لقطاع عليل لا يراد له الخير، والذي يعلم القاصي والداني من يمسك بخيوطه، ومن يتحكّم بزمام الأمور داخل مصالح المندوبية الجهوية للثقافة والمحافة على التراث فيه..؟

هذا غيض من فض، ولا نخال المندوب الجديد الذي تمّ تعيينه مؤخّرا، تغيب عنه كلّ هذه الحقائق، وغيرها ممّا لا يكفي المجال لذكرها الآن، ولعلّنا نأتي عليها تباعا في وقت لاحق. السيد عبد الحفيظ بن حسن هوّ ابن المهدية، و عارف بكلّ الخفايا، وما يطلبه منه المثقّف وغير المثقّف في الجهة ليس بكثير ولا هوّ بعزيز...فقط، تحمّل مسؤوليته، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، و دعم المثقفين وفسح المجال أمامهم للعمل والإبداع، و ردّ الاعتبار لعدد من المثقّفين ممّن طالتهم المؤامرات الدنيئة من زملائهم، والتصدي لكلّ أعداء النجاح، خاصّة من المسؤولين والقائمين على هذا القطاع في المهدية. والأمل كلّ الأمل في هذا المندوب الجديد الذي نتمنى أن لا يكون كسابقيه مجرّد فاصل  ...وأن يتحمّل مسؤولياته تجاه قطاع مليء للأسف بالحاقدين وأعداء النجاح.
4:15:00 م
عدد المواضيع