ما حقيقة طمس الآثار المغمورة في بحر سلقطة ؟
ما حقيقة طمس الآثار المغمورة في بحر سلقطة ؟ |
برغم العرائض والاحتجاجات من قبل الأهالي لإيقاف مشروع حماية جزء من الشّريط الساحلي بضاحية سلقطة من معتمديّة قصور الساف بطول 400 متر وعرض 20 مترا، لاحتوائه على آثار قيّمة قد تدمّر ويلقى بها في البحر الا ان الأشغال انطلقت منذ شهر تقريبا، وقد علت أصوات الاحتجاجات لتتدخّل منظّمات غيرحكومية وأخرى دوليّة مشفوعة بعرائض لمبدعين ومفكّرين ورجالات ثقافة من ضاحية سلقطة وقصور الساف والمهديّة ليتم توقيف الأشغال خلال الأسبوع الجاري بأمر من وزير الثقافة على ما يبدو بعد أن أنكرت الجهات المسؤولة عن التّراث وجود آثار في هذه المنطقة.
إنتقلت إلى عين المكان وعاينت الشّاطئ الصّخري والذي هو عبارة عن أنواع مختلفة من الحجارة المستخدمة في آثار لغرف بحريّة تعرف بغرف البحّارة منذ العهد البونيقي حيث ميناؤهم البدائي الممتدّ عشرات الأمتار عرض البحر بجوار الحمّامات الرّومانيّة التي لا تفصلها عن الغرف سوى الطّريق المزمع حمايتها من الانجراف البحري وقبالة السّور البيزنطي الذي تداعى بسبب الإهمال ولم تبق منه سوى 9 أمتار تقريبا .. كما شاهدنا ما قامت به الجرّافات من هدم لتلك الغرف والإبقاء على بعضها ربّما بسبب الاحتجاجات مع إحداث أخاديد كبيرة لملئها بالحجارة ضمنمكوّنات المشروع.
زحف على معلم أثري شملته التّهيئة العمرانيّة ؟
الغريب أن المعلم الأثري المعروف بـ"غار الضّبع"وهو عبارة عن دواميس استعملها المسيحيون مع بداية انتشار الديانة المسيحيّة في العهد الرّوماني طمس نتيجة الزّحف العمراني الرّهيب بسلقطة بسبب إدراج أراضيهالأثريّة المحيطة به ضمن مثال التّهيئة العمرانيّة والترخيص بالبناء بجواره برغم ما لهذا المعلم من قيمة تاريخيّة عالميّة حيث كان ـ بحسب الرّواياتوالمراجع التّاريخيّة ـ طريق الفيلة التي تنقل الحجارة من سلقطة نحو الجم لبناء الكوليزي الرّوماني وسبق أن استعملته الكاهنة البربريّة في حربها ضدّ الفاتحين المسلمين .. فهل من خارطة لمواقع سلقطة وجهة المهدية عموما لحمايتها من النّهب وطمس تاريخها ؟
المصدر : جريدة الصباح - بقلم ناجي العجمي
4:11:00 م