رسالة شعرية إلى العنصريين في تونس وفي العالم العربي
أبدع الشاب التونسي، الشاعر، أنيس شوشان، في انتقاء كلماته لقصيدة تناهض العنصرية، والطائفية، في بلاده، أثارت لدى المغرّدين مشاعرًا مختلطة، معتبرين أنها رسالة لكل من نظر إلى نفسه في المرآة ورأى شخصًا آخر، أعلى من غيره من البشر.
وأبرز الشاعر شوشان في قصيدته، أسباب الخوف من الاختلاف، لافتًا إلى أنَّ السلام هجر المسلمين، بعدما انتشر “التسليم والاستسلام لتأسلم لا إسلام فيه، كأن إسلام أجدادنا ما عاد يعنيه”.
وجاء في قصيدة أنيس شوشان الملقب بفنان السلام :
سلام عليكم، وعلينا سلام
سلام إليكم، وإلينا سلام
سلام على من رد السلام
وسلام حتى على من لم يرد
سلام باسم الرب السلام
رب العباد الله الصمد
سلام ترعرعنا فيه
سلام معجون بأرض هذا البلد
سلام ما عدنا نسكن فيه
سلام ما عاد يسكن فينا
سلام نراقبه، وهو يحزم حقائبه
ليهجر، رويدًا رويدًا أراضينا
ويحل مكانه ، تسليم واستسلام لتأسلم لا إسلام فيه
كأن إسلام أجدادنا ما عاد يعنيه
أتدرون لم يهاجر منا السلام
أتدرون لم يعم فينا الظلام
ببساطة لأننا مجتمع يخاف
نحن مجتمع يخاف الاختلاف
كلماتي لن تعجب بعضكم أو جلّكم أو كلكم
أعرف
لكني سأقولها لأني رافض أن أكون من الخراف
نحن مجتمع يرفض الاعتراف
أنه مجتمع يعيش التخلف
نحن مجتمع يصيح بكل صفاقة
ويدّعي أنّه حامل لفكر مختلف
نحن مجتمع يهوى التعالي من فراغ
ويدّعي أنه مجتمع مثقف
يا ويلي ما هذا القرف
فقبول الاختلاف عندنا ليس إلا غلاف
اختلاف اللون يؤذينا
اختلاف الشكل يؤذينا
اختلاف الفكر يؤذينا
اختلاف الدين يؤذينا
حتى اختلاف الجنس يؤذينا
لذا نحاول اغتيال كل اختلاف فينا
تحولنا لبعضنا سمًا زعاف
نحن مجتمع أحمق من الحمق
نعم نحن مجتمع أحمق من الحمق
نتنازع على التفاهات والترهات والخرافات
ونرفض دومًا أن نغوص في العمق
ولا أبرئ أحدًا لا مدنيين ولا ساسة
لا من يستكين لبلادة الصمت
ولا من يدّعي فينا القداسة
لا من يتبع الغرب كالأعمى
ولا من يريد إعادة أمجاد الخلافة والنخاسة
وتقطيع الأرجل من خلاف
دعونا نجرب أن نغوص فينا
في أعماقنا
دعونا نجرب أن نعانق أرواحنا
دعونا نجرب أن نعانق في الأرواح اختلافاتنا
ها أنا أمامكم..
بلوني بشَعري بشِعري بأطواري بأفكاري
أنا لا أخافكم
أنا لا أخاف اختلافكم عني
لأنني منكم، ولأنكم مني
دعونا نخلق فن
دعونا نغوص في الحلم
لنرسي ثقافة بلا سخافة
ليكون الرقي فينا هو أسمى خلافة
دعونا نذوب الأعراف والأجناس والأطياف
والأفكار والألوان والأديان
ولا نرى سوى الإنسان
2:48:00 م