المهدية : رغم السرقات والتبروري .. صابة زيتون قياسية
شهدت بعض المناطق من جهة المهديّة بعد الأمطار الأخيرة المصحوبة بـالتّبروري أضرارا طالت ضيعات الزّياتين مع سرقات للمحاصيل هنا وهناك في ظلّ غياب حرّاس من المفروض تسخيرهم من قبل جمعيّات مالكي الزّياتين التي تعطّـّـل عملها منذ الثّورة دون التدخّل لحماية محاصيل الفلاّحين من نزيف التعدّيات على الملك العام والخاصّ والشّجرة المباركة التي يقع سرقتها بقطع أغصانها بوحشيّة ليلا دون رادع لربح الحبوب التي يقع بيعها واستغلال الأغصان كأعلاف بديلة لأعلاف أسعارها من نار.
وتعدّ ولاية المهديّة 5ملايين و 200ألف أصل زيتون تحتلّ بفضلها المرتبة الأولى في انتاج الزّيت البيولوجي وفق ما أفادنا به المندوب الجهويّ للتنمية الفلاحيّة: نورالدّين بن أحمد الذي أكّد لنا أن التّقديرات للموسم الحاليّ الذي ينطلق الجني فيه يوم 10 نوفمبر الجاري هي 165ألف طنّ من الحبوب أي ما يعادل33ألف طن من الزّيت ممّا يوفّر زهاء المليوني يوم عمل للجني والتّحويل في معاصر يبلغ عددها 234 معصرة منها 106 معصرة تعمل بالطّريقة التّقليديّة...كما أفادنا رئيس دائرة الإنتاج النّباتي بمندوبية الفلاحة بالمهدية: فتحي ملوكة أنّه تم الاستعداد لهذا العرس الفلاحيّ كأشدّ ما يكون الاستعداد مبيّنا أنّ التّعريفة الخاصّة بالعصر هي على النّحو التّالي:
*بالمعاصر التّقليديّة : 35دينارا للقفيز الواحد مع رفع الفيتورة، و33دينارا دون رفع للفيتورة.
*بالمعاصر العصريّة : 90ملّيما للكيلوغرام الواحد من الزّيتون.
وتعمل الجهات الفنّيـة على تذليل كلّ الصّعوبات التي يمكن أن تعرقل سير العمل العادي للجني والتحويل، وتم تسخير 10 مصبّات مراقبة لمادّة المرجين منتشرة عبر الـ11معتمدية في الجهة تعمل المصالح المعنيّة على تفقّدها ومراقبة كل الاخلالات ضمانا لنجاح الموسم بالطّريقة المبرمج لها من قبل الهياكل الجهويّة والوطنيّة.
يد عاملة من نار وتذمّرات كثيرة
بعض المناطق انطلق فيها موسم الجني منذ موفّى شهر أكتوبر المنقضي بسبب الأضرار التي لحقت المحاصيل وضرورة رفع الحبوب وعصرها، وكان الأجر اليومي لممتهني الجني هو 25دينارا بالنّسبة للرّجل و15دينارا بالنسبة للمرأة مع مصاريف النّقل اليوميّ التي تتعدّى الـ20دينارا ومصاريف العصر لتكون الحصيلة وفق ما عبّر لنا عنه البعض الخسارة مع ما يستوجب من مصاريف زبيرة و سماد و خدمة الأرض، بينما يشتكي المستهلك من غلاء سعر الزّيت الذي يقع تداوله حاليّا بين الـ5 والـ7 دينارات للتر الواحد محمّلين المسؤوليّة للحكومة التي ما حرّكت ساكنا لدعم الأسمدة وتفعيل الحوافز بقروض ميسّرة ومنح تشجيعيّة وفتح آفاق النّهوض بالقطاع الفلاحي عموما رحمة ورأفة بالفلاّح المترسّخ فوق أرضه حتّى لا يلجأ إلى النّزوح وإهمال ما وهبه الله من خير عميم لو يقع استغلاله يعود على المجموعة الوطنيّة بمردود أحسن...
مشهد جميل سواء عند الصّباح الباكر وقت التحوّل الى ضيعات الزّياتين أو عند المغيب ساعة الرّجوع منها وأجواء منعشة بدأت تشهدها مختلف مناطق جهة المهديّة وما خلقته من حراك كبير بفضل بورصة جني الزّيتون حيث تنتصب الأسواق المتنقّلة في الطّرقات والمسالك الفلاحية وفي الحوانيت لاقتناء المحاصيل بأسعار يفرضها جودة الزّيتون وحاجة السّوق والمزاحمة فيها والمضاربة بمنطق المال والأعمال. المصدر : بقلم ناجي العجمي - جريدة الصباح
2:22:00 م
