فَلاّحُو منزل بوزيّان يُهدّدون برمي منتُوجاتهم على باب الولاية

شاحنات تُرَابِطُ أمام باب مقرّ الولاية بسيدي بوزيد المدينة، عشراتُ الفلاّحين يُردّدُون بصوت واحد “يا بن سالم عار عار، الفلاّح شعلت فيه النّار”. وُجُوهٌ لَفَحَتهَا شمس الرّبيع الحارقة، وعُيُون مُحدّقَةٌ نحو مقرّ الولاية تبحث عمّا يشفي غليلها إزاء الحيرة الّتي تسودُ الجميع في علاقة بتوزيع محاصيل شُهور من العمل.
فلَاّحُو منزل بوزيّان استفاقُوا، صباح
اليوم الخميس، لا لتفقّد زراعاتهم أو جني ما تيّسّر من الثّمرات، بل
تَوجّهُوا مُباشرة إلى مقرّ الولاية آمِلِين في إيجاد حلُولٍ فوريّة
لمنتُوجاتهم الفلاحيّة المُتكدّسة والكَاسِدَة. وبعد طول انتظار على أَمَل
أن تتحرّك السّلطات الجهويّة لفتح قنوات حوار معهم، توجّهُوا نحو الشّارع
الرّئيسيّ في مسيرة احتجاجيّة لإبلاغ رسائلهم إلى الرّأي العام، مُهدّدين
برمي منتُوجاتهم على أبواب الولاية، إذا لم يتمّ إيجاد حُلُولٍ عاجلة
لمشاكلهم المُتفاقمة.
في هذا الصّدد أفاد عضو اتّحاد الفلاّحين
بمنزل بوزيّان محمد النّاصر زايدي، في تصريح لـ”جدل”، بـ”أنّ هذا التّحرّك
كان نِتَاجًا لتراكُم المشاكل الّتي ألمّت بالمُزارعين من كلّ جانب، ولم
يجدوا إزاءها أيّة إحاطة أو تفهّم من قِبَلِ السُّلُطات”. وأضاف قائلاً
“حتّى عندما لجأنَا إلى بيع محاصيل الطّماطم إلى بعض التّجّار اللّيبيِّين،
سُرعان ما تدخّلت السّلطات لمنع شاحناتهم من عبور الحُدُود.”
هذه المسيرة كانت مُناسبَةً لعدد من
المزارعين لِلَفْتِ النّظر إلى جُملة من التّحدّيات الّتي تُثقِلُ كاهلهم
على غرار القروض التّعجيزية وغلاء أسعار بعض المواد الفلاحيّة كالأدوية
والبُذُور، وعدم توفّر صيغ واضحة لتوريج السّلع، وتكالُبِ بعض الأطراف على
الإستثراء على حساب الفّلاّحين كالوُسطَاء والمُزوّدِين الّذين يَفرضُون
عليهم رُسُومًا غير قانونيّة عند سعيهم للحُصُول على بعض المِنَح.
12:42:00 م