عامان على الثورة : 700 ألف عاطل و150 ألف فقير
«أنا عملت الى عليّ وتونس أمانة بين أيديكم» هذه كانت آخر كلمات شهيد الرقاب قبل أن يستشهد في 2010، فما الذي تحقق من هذه الوصية لتونس وأهلها؟ وما الذي تحقق من المطالب الاجتماعية التي قامت عليها الثورة وهي الشغل والكرامة ؟
نظرة في الأرقام والاحصائيات لمقارنة الوضع في تونس بين موفّى 2010 وموفى 2012 هذه المقارنة مطلوبة وتونس تستعد للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة فما الذي تحقق؟ وهل تحسّن الوضع الاجتماعي للمواطن أم زاد سوءا؟
ارتفاع البطالة
في خصوص المطلب الاول للثورة وهو الشغل تشير الاحصائيات الرسمية الى أن نسب البطالة ارتفعت بعد الثورة الى 18.3٪ في ماي 2011 مقابل 13٪ في ماي 2010 والى 17.6 في 2012 وهي معدلات مرتفعة جدا مقارنة بدول الجوار وبدول منظمة الاقتصاد والتنمية إذ لا تتجاوز النسب في الجزائر 10٪ والمغرب 9.1٪ في 2011.
هذه المعدّلات جعلت نسب الفقر ترتفع بدورها وتناهز 15٪ وفق الاحصائيات الرسمية في تونس.
بطالة الشباب
والمثير للاهتمام أن الشباب الذي قام بالثورة بهدف اصلاح وضعه مازال الاكثر تضرّرا من البطالة، بل إن عدد العاطلين عن العمل من الشباب شارف على أن يتضاعف إذ بلغ في ماي 2011 نحو 704 آلاف عاطل مقابل 491 ألف شاب عاطل في ماي 2010. كما بلغ عدد العاطلين من حاملي الشهائد العليا حسب معهد الاحصاء ارتفاعا بـ 6.3٪ إذ بلغ 217 ألف عاطل في السنة الماضية مقابل 157 ألف في ماي 2010.
تواصل غياب العدالة
غياب العدالة في التشغيل بين الجهات مازال مستمرا رغم وعي المسؤولين بضرورة مراجعة غياب التكافؤ بين الجهات، ممّا تولّد عنه الاضطرابات الاجتماعية في جل الجهات منها التي كانت مهد الثورة التونسية وآخرها ما حصل في بنقردان والمناطق الحدودية...
وتشير احصائيات 2012 الى أن نسبة البطالة في 2012 بلغت في الجنوب الشرقي 26.1٪ والجنوب الغربي 25.3٪ واقليم تونس 19.4٪ والشمال الغربي 16.7٪ والشمال الشرقي 12.6٪ والوسط الشرقي 12.4٪ وبالوسط الغربي 23.1٪.
وتدلّ هذه المؤشرات حول سوق الشغل على قصور منوال التنمية المعتمد في السنوات الماضية إذ لم يكن قادرا على استيعاب الطلب الاضافي وتقليص مخزون البطالة.
وحسب الأرقام الرسمية الخاصة بـ 2012 يظهر أن نسب المشتغلين تم توزيعها بشكل لم يحد كثيرا من هذه الفوارق بين الجهات إذ حظي الجنوب الغربي بـ 4.8٪ من حصة التشغيل والجنوب الشرقي بـ 7.2٪ والوسط الغربي بـ 10.3٪ والوسط الشرقي بـ 12.4٪ والشمال الغربي بـ 10.8٪ والشمال الشرقي بـ 12.6٪ وحظي اقليم تونس بـ 19.4٪.
وعموما تشير الإحصائيات لشهر ماي 2012 إلى أن عدد السكان النشطين بلغ 3923.2 ألفا. ويبلغ عدد التونسيين خارج النشاط 4288.4 أيضا أي ما يناهز 52.2٪ من جملة التونسيين لكن لا يمكن اعتبارهم عاطلين لأن منهم الذين يدرسون ومن لا يبحثون عن عمل... وقدّر عدد العاطلين عن العمل 691.6 ألف شخص.
الغلاء
من المطالب الاجتماعية التي أشعلت فتيل الثورة هي غلاء المعيشة فما الذي تحقق في سنتين؟
تشير احصائيات دراسة أنجزها مرصد إيلاف لحماية المستهلك إلى أن ثمن البيض ارتفع من 400 الى 600مي بين سنتي 2010 و2012، كما ارتفع ثمن لتر الحليب من دينار الى 1350 مي (المستورد) واللحوم البقري من 8 و9 دنانير الى 17 دينارا ولحوم الضأن من 10 و11 دينارا للكلغ الى 19 دينارا، والدجاج من 2800 و3200 مي الى 4900 مي و5200 مي.
ولحوم الديك الرومي من 3350 مي الى 5300 مي والطماطم من 250 الى 800 و1200 مي. والفلفل من 450 و500 مي الى 700 مي والبصل من 400 مي الى 900 مي.
كما ارتفع سعر القهوة أيضا بين 2010 و2012 من 250 مي الى 450مي وزيت الزيتون من 3500 مي الى 6000 مي وارتفعت كلفة الخدمات مثل غسيل السيارات من 4 الى 6 دنانير وسعر قوارير الماء من 450 مي الى 650 مي وكذلك المحروقات. وأضاف المصدر أن فواتير الماء زادت بـ 15.8٪ والكهرباء بـ 25.3٪ كذلك معاليم التسجيل والطوابع الجبائية زادت بـ 5٪... والكتب والأدوات المدرسية زادت في نفس الفترة بـ 13.6٪ ولاحظ أن نسبة التضخّم ارتفعت بـ 8.7٪ وليس بـ 6.2٪ كما تشير الى ذلك الاحصائيات الرسمية.
راديو مهدية / بقلم هادية الشاهد المسيهلي
6:35:00 م