لغة القالب

حسب آخر دراسة عالمية : تلاميذنا في ذيل الترتيب

راديو مهدية / فاضل الطياشي : حلت تونس في مرتبة متأخرة جدا في ترتيب « مهارات التلاميذ « الذي أعلنت عنه مؤخرا جامعة «بوسطن»... ترتيب «جديد» ينضاف إلى ترتيب « شنغهاي « الخاص بالجامعات والذي يؤكد ضرورة التعجيل باصلاح المنظومة التربوية والتعليمية في بلادنا ...
جاء هذا الترتيب الذي حصلت عليه تونس في مجال مهارات التلاميذ إثر دراسة دولية  أنجزتها جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الامريكية حول المكتسبات الدراسية للتلاميذ من مختلف أرجاء المعمورة في مجال القراءة والرياضيات والعلوم .
العرب في ذيل الترتيب
شملت الدراسة 90 ألف تلميذ من مختلف الدول تتراوح أعمارهم بين 10 و 11 عاما وتم اختبار قدراتهم في قراءة النصوص مكتوبة باللغة الام ( مثلا اللغة العربية بالنسبة الى الدول العربية )  بشكل صحيح إضافة إلى اختبار في العمليات الحسابية الأساسية ( الرياضيات ).
وتميز تلاميذ دول كوريا الجنوبية وسنغافورة وهونغ كونغ وروسيا وفنلندا في هذه الاختبارات وحازوا المراتب الأولى . فيما احتل تلاميذ دول مثل تونس والمغرب وقطر واليمن وعُمان ذيل الترتيب بعد أن اتضح الضعف الفادح في مهاراتهم الدراسية .
كتب وألعاب ذكية
أفاد أحد المشرفين على هذه الدراسة (أستاذ بجامعة بوسطن ) أن الترتيب الذي حصلت عليه الدول العربية مفهوم باعتبار أنه بالعودة الى 30 أو 40 عاما إلى الوراء ، نجد ان جانبا كبيرا من هذه الدول لم يكن يوجد بها نظام دراسي واضح وكامل ويوفر الحظوظ للجميع ، وكانت أقلية فقط داخل هذه الدول لها القدرة على متابعة الدراسة بشكل لائق .
 وأضاف أن المستوى الدراسي للآباء والامهات ومزاولتهم الدراسة له انعكاس إيجابي على الأبناء .
وأكد من جهة أخرى ان عديد الدول العربية ( لا سيما دول الخليج العربي ) لها من القدرات المالية ما يمكنها من الانفاق بسخاء على التعليم و على المنظومة التربوية . لكنه استدرك بالقول أن المدرسة ليست المسؤول الوحيد عن تطوير مهارات الطفل بل تتدخل في ذلك عدة عناصر اهمها العيش في بيت يكون الكتاب حاضرا فيه بامتياز و تكون نسبة القراءة مرتفعة و بشكل مستمر من أفراد العائلة خاصة الأبوين  . كما ان التلاميذ المتميزين – على حد قوله - هم عادة من تعودوا على ممارسة العاب ذكية و ذات طابع متميز بما يطور مهارات الطفل خاصة في مجال الرياضيات .

إلى أين ؟
ويأتي هذا الترتيب لتونس في المجال الدراسي في وقت لم تمر فيه سوى 3 أشهر على تصنيف «شنغهاي» لأفضل الجامعات والكليات في العالم والذي أقصى الجامعة التونسية من ترتيب سنة 2012 ضمن القائمة التي ضمت 500 جامعة عالمية. ويلاقي تصنيف شنغهاي من عام الى آخر  صدى عالميا كبيرا ومتناميا حتى أصبح اليوم من أكثر التصنيفات العلمية للجامعات قوة وشهرة واحتراما، نظرا الى كونه يعتمد التميز في البحث العلمي أساسا للتصنيف، والى كون جميع معاييره قطعية وموضوعية ويمكن قياسها بدقة، وأصبح معروفا باسم التصنيف الأكاديمي للجامعات .
كما كثر الحديث في السنوات الاخيرة عن تراجع مذهل في مستوى عدد كبير من خريجي الجامعات التونسية ، إضافة إلى تراجع كذلك في مستوى بعض الذين يغادرون مقاعد الدراسة قبل الباكالوريا وحتى بعدها .
وتطرح هذه التصنيفات التي تحصل عليها تونس بين الحين والآخر ضرورة التعجيل باصلاح المنظومة التربوية في مختلف مستوياتها (الابتدائي والثانوي والجامعي) والتي كثر الحديث عنها منذ سنوات لكن لم يقع المرور إلى طور تنفيذها على ارض الواقع . و كل ذلك حتى لا تستفحل الأمور اكثر فاكثر ويتدهور المستوى الدراسي والتعليمي للتونسيين بشكل لا يمكن معه الاستدراك ، خاصة ان تونس كانت من بين الدول العربية الأولى التي فرضت  ولا تزال اجبارية التعليم  ومجانيته ونجحت في ذلك إلى أبعد الحدود لكن لابد من حماية هذا المكسب الهام .
7:36:00 م
عدد المواضيع