وضع كارثي بمنطقة السواسي الكبرى
و عبر نوفل التليلي ( مدير مدرسة بالسواسي ) على ان السواسي
تعيش حالة رثة حيث تعاني من فقدان النظافة و من انتشار البطالة ومن غلاء
المعيشة. وقد أشارت السيدة حليمة الزيتوني ( منطقة الشعرة ) ان الاهالي و
المواشي يعيشون العطش والضنى .
ووصف مصطفى عبيد وهومن منطقة الجماملة بالسواسي الوضع بأنه غياب الماء كارثة
في منطقة تفوق فيها درجات الحرارة 40 درجة؛ فالناس هنا حسب تعبيره يملكون
أبقارا و مواشي تمثل مصدر رزقهم الوحيد و رأسمال الفلاحين الصغار.
و أشار العديد منهم إلى أن هاجسهم أصبح توفير المياه لمواشيهم و إنقاذها من العطش.
و لا حظنا ازدهار تجارة الماء في السواسي و شربان و الجم حيث
اكد بلقاسم الخودي من الرقايقة الى ان سعر قارورة المياه المعدنية بلغ 800
مليم وان الضحية هو المواطن الفقير غير القادر على شرائها.و بينت السيدة
جميلة محمد من أولاد بوهلال و التي تعاني من انقطاع الماء منذ 10 ايام الى
ان المياه المعدنية اصبحت مفقودة و اشار ابن منطقتها لسعد السهيلي الى
معضلة نقص المياه حيث لم يعد الإنسان قادرا حتى على توفيرالماء للوضوءوالشرب و أوضح عمر مزهود من المعاطى شربان بكل استياء ان الناس لم يستحموا منذ 10 ايام. و مما زاد الطين بلة حسب علي بن محمد بوزيان ( اولاد نصر شربان) اضطراب التزود بالنور الكهربائي خاصة ان
" الدنيا سخونة " و تمتاز بتواجد الحشرات السامه من عقارب و ثعابين كما
ذكر الحبيب بريك ( سائق نقل ريفي ) أن اولاد الشامخ تعاني أزمة كبيرة حيث
قطع الماء منذ 15 يوما و لا يتم إرجاعه الا لمدة نصف ساعة حسب روايته . اما
الحبيب بن رمضان (من اولاد مولاهم - اولاد الشامخ) والذي يعاني العوز ومازال يسكن كوخا ترابيا و يعيش عصر الشمعة فقد أكد على ان السكان قد عادوا الى استعمال المواجل و الآبار و الدواب و
لا حظنا اثناء تنقلنا استعمال السكان للعربات المجرورة بالحمير ( الكريطة )
والمحملة بالأوعية البلاستيكية. وحسب السيدة ليلى حليمة من الشريشيرة (
السواسي ) فان اغلب السكان لا يملكون مواجل و فسقيات خاصة ان العديد منهم
قد استغنى عنها و لم يتعهد ها بالصيانة و التنظيف حسب شهادة محمد الصالح
عثمان ( معلم ) من النفاتية والتي تشكو من انقطاع المياه منذ أسبوع؛ كما
تعاني اولاد خير الدين المجاورة لها من انقطاع الماء منذ قرابة شهرين حسب
ماذكره فتحي محمد من اولاد خير الدين الذي أشار الى ان السكان اضطروا الى
شرب المياه الملوثة وهو ماعيناه في جل المناطق التي زرناها و قد أكدت
النسوة اللائي التقيناهن و هن يتصببن عرقا و يحملن اوعية تسع 20 لترا الى انهن يتجشمن عناء التنقل سيرا على الاقدام مسافات طويلة لتوفير جرعة ماء .و يخشى عديد السكان من انتشار الامراض لأن المواجل و الآبار هي مرتع للحشرات و الثعابين.
وأشار
العديد من المتدخلين من ارياف السواسي وشربان و هبيرة الى ان السكان لم
يجدوا حلا الا في التزود من الآبار المالحة حسب ناجي بن براهيم ( النفاتية )
ثم ان هذه الاباراصلا هي ناشحة و بدات تنضب حسب لسعد السهيلي من القدارات .
استغرب جل السكان صمت الجهات الرسمية و السلط الجهوية ازاء الوضع الذي تعيشه منطقة السواسي الكبرى حيث يعيش هنا المواطن في الحضيض عرضة لمشاكل متفاقمة. و اكد مصطفى عبيد ( الجماملة السواسي ) انه لم يزر السواسي اي مسؤول و آخر زيارة رئاسية للجهة هي للزعيم بورقيبة سنة 1966 حسب روايته.
و قد عبر العديد من المواطنين عن شعورهم بالضيم حيث أشار الشيخ المسن حبيب الساسي ( المعطى شربان
) الى ان الناس هنا لا يفكر فيها لا الوالي و لا المعتمد و لا الشيخ و
أشار إلى انهم سوف يلتجئون إلى تسول الماء على قارعة الطرقات قريبا حسب
ذكره. أما عمر مزهود من منطقة المعاطى فقد اوضح ان الناس لا ينتظرون الا
رحمة المولى العزيز " نحن ننتظر المطر مثل العصافير".
و طالب النقابي عمر الجلولي من المسؤولين بضرورة زيارة الجهة و توفير صهاريج لتزويد الناس بالماء وقد اصطحبنا العديد من الفلاحين اثناء زيارتنا الى
حوش مواشيهم التي كان ثغاؤها يفطر القلب مشيرين الى موت العديد من الاغنام
و الابقار و الذي يعتبر كارثة على عائلات محدودة الدخل أصلا . وأثناء
عودتنا سجلنا اضطرابا في حركة
التقل نتيجة تنفيذ متساكني التلالسة و الصعدة و ساقية الخادم لوقفات
احتجاجية وغلق الطريق الرابطة بين المهدية و الجم احتجاجا على قطع الماء .
لا يسال ريف المهدية الذي يعاني من التهميش والاقصاء و الحقرة سوى الكرامة و
نصيبه من التنمية و قبل ذلك شربة ماء نظيفة.
5:18:00 م